اسم الکتاب : حجة القراءات المؤلف : ابن زنجلة الجزء : 1 صفحة : 669
هَذِه الْهَاء أَعنِي {تسبحوه} عَائِدَة على الله وَقَوله {وتعزروه وتوقروه} عَائِدَة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ فَكَذَلِك قَوْله {الشَّيْطَان سَوَّلَ لَهُم وأملى لَهُم} التسويل رَاجع إِلَى الشَّيْطَان والإملاء إِلَى الله
{وَالله يعلم إسرارهم}
قَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَحَفْص {وَالله يعلم إسرارهم} بِكَسْر الْألف وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {إسرارهم} بِالْفَتْح جمع سر وأسرار مثل حمل وأحمال فكأنهم جمعُوا للِاخْتِلَاف فِي ضروب السِّرّ وَجَمِيع الْأَجْنَاس يحسن جمعهَا مَعَ الِاخْتِلَاف وَجَاء سر فِي قَوْله {يعلم سرهم} على مَا عَلَيْهِ جَمِيع المصادر فأفرد مرّة وَجمع أُخْرَى وَقد جمع فِي غير هَذَا وأفرد كَقَوْلِه {يُؤمنُونَ بِالْغَيْبِ ويقيمون الصَّلَاة} فالغيب الَّذِي يُؤمنُونَ بِهِ ضروب الْبَعْث والنشور وإتيان السَّاعَة فأوقع على هَذِه الْأَشْيَاء وَغَيرهَا وَجمع أَيْضا فِي قَوْله {علام الغيوب} فَكَذَلِك السِّرّ أفرد فِي مَوضِع وَجمع فِي آخر وَقد قيل إِنَّه جمع فَأخْرج الْأَسْرَار بعددهم كَمَا قَالَ بعْدهَا {وَالله يعلم أَعمالكُم} فَجمع الْأَعْمَال لِإِضَافَتِهِ إِيَّاهَا إِلَى جمع وَمن قَرَأَ {إسرارهم} فَهُوَ مصدر أسررت إسرارا وحجتهم قَوْله {ألم يعلمُوا أَن الله يعلم سرهم} فَكَمَا أفرد السِّرّ وَلم يجمع فَكَذَلِك قَالَ {إسرارهم}